انت سكت وانا سكت وكلنا انخرسنا

[sasoo2010]

أعترف بأني شعرت بخجل وحزن ممزوج بغضب شديد من نفسي عندما جاءتني رسالة على الموبايل من أحد الأصدقاء يذكرني فيها بقراءة الفاتحة في الذكرى الأولى لشهداء العبارة "السلام 98، أما الخجل فلأني نسيت هؤلاء الناس الذين راحوا في البحر وغرقوا وتاهوا في الزحمة بل حتى إني لم أتذكر التاريخ الذي ابتلعهم فيه البحر والفساد -أو لعله الفساد أولا قبل البحر- وأما الحزن والغضب فلأنه هكذا في اليوم الثاني من شهر فبراير الحالي يكون قد مر بالضبط سنة كاملة على الكارثة ولايزال كل شيء هادئ في بر مصر المحروسة.
فـ"ممدوح إسماعيل" صاحب العبارة المنكوبة لايزال في مكان ما في لندن، وعندما ذهب إليه المذيع التليفزيوني "مفيد فوزي" وسجل معه حوارا أذاعه التليفزيون المصري ثم تعرض –"مفيد" لا "ممدوح"- للتحقيق الأمني لمعرفة "ازاي قابل الراجل اللي الإنتربول نفسه مش عارف يوصل له".. ولا حاجة بعدها.. ظل "مفيد فوزي" محاورا لامعا وظل "ممدوح إسماعيل" هاربا سعيدا وظلت قلوب كل أهالي الضحايا محترقة وملتاعة.
حتى عندما هاجت الصحافة وماجت ورفعت من سقف النقد والحديث بما يتناسب وحجم الفاجعة التي حصدت أكثر من ألف بني آدم مصري فطال الهمز واللمز أسماء كبيرة في النظام المصري واتهمتهم بالتواطؤ مع صاحب العبارة الهارب.. برضه ولا حاجة.. لم يتم التحقيق مع أي مسئول كبر حجمه أو صغر وبقيت الحال على ما هي عليه.
ولما وصل الأمر إلى المحاكمات الشعبية ومخاطبة مؤسسات المجتمع المدني ورفع دعاوى هنا وهناك كل ذلك انتهى كما ينتهي الحال بلاعب سيء الحظ يرمي الزهر في لعبة السلم والثعبان فيكون نصيبه دوما "رأس الثعبان" فيهبط لأسفل سافلين عائدا إلى أول مربعات اللعبة.
لا تتحدث أرجوك عن التعويضات التي نالها أهالي الضحايا، ليس لأنها ضئيلة ولا تتناسب مع حجم الوجع والمأساة وإنما لأنها تعاملت مع الناس الذين راحوا وكأنهم قطع غيار لسيارة قديمة.. لما تفسد ترميها وتشتري بدل منها بفلوسك قطع غيار جديدة.. وهل حدث ذات مرة أن رفعت "قطعة غيار" دعوى قضائية للثأر ممن أصابها بالعطب أو الضرر؟ هكذا الحال في تعويضات أهالي الضحايا "مش خدتم فلوس خلاص اسكتوا بقى".
الوجع الأكبر في أن الأهالي سكتوا فعلا وأنا سكتت وإنت سكتت وكلنا أصابنا داء الخرس.. وكأن الناس الذين راحوا ليسوا من أهالينا.. وكأن الأحلام البسيطة التي ابتلعتها أسماك القرش مع الناس الذين راحوا والتي لم تكن تتجاوز "عيشة آدمية فحسب" لم تكن هي أحلامنا.. وكأننا تعايشنا مع الفساد والظلم للدرجة أننا أصبحنا نتصورهم أصحاب الوطن الأصليين وأننا نحن الذين نعد ضيوفا غير مرغوب فيهم.
هناك رواية ألمانية شهيرة للكاتب "آريك ماريا ريمارك" اسمها "كل شيء هادئ في الميدان الغربي" تحكي قصة سبعة من الجنود الألمان وجدوا أنفسهم في أتون الحرب العالمية الأولى عليهم أن يدافعون عن حياتهم بكل ما أوتوا من قوة رغم أن لا ناقة لهم ولا جمل فيما يحدث من جنون حولهم.. ويتساقط الجنود قتلى تباعا.. حتى يموت آخر واحد فيهم في اليوم الأخير من الحرب وهو اليوم الذي اتفق فيه الكبار على إيقاف الحرب.. وفي هذا اليوم وحتى لا يتعكر "مزاج الكبار" لا يذكر في التقرير اليومي عن الحرب أن هناك جنديا قد قتل -بكل أحلامه وطموحاته وآماله- وإنما يتم تجاهل ذلك ويكتب في التقرير: "كل شيء هادئ في البر الغربي".
هكذا حالنا في مصر وكأننا جنود فرضت علينا حرب عالمية.. فإذا قتل منا واحد أو عشرة أو ألف فلا بأس.. فكل شيء هادئ في مصر.. يا كل الناس الذين راحوا.. تقبلوا ضعفنا وقلة حيلتنا وخجلنا فمن يدري لعل مصيركم يكون أفضل منا.

[shaheenko]

السلام عليكم
شكرا ساسو على الموضوع
وربنا يرحمهم ويدخلهم فسيح جناته
وكمان مش لازم ننسى ان هم ماتوا شهداء
يعنى هم احياء عند ربنا

[sasoo2010]

وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته
اكيد ييا قمر هم شهداء واحنا جبناء
ميرسى يا قمر ع الرد

[دونا]

تسلمى ساسو على مشاعرك
الله يرحمهم يارب
هم احياء عن ربهم يرزقون

تسلم ايدك يارب

[dodo_star]

شكرررا ساسو علي الموضوع
بس الواحد بايديه يعمل ايه نعمل ايه في الحكومه الظالمه واللي هربت صاحب العباره بره البلد خالص
يلا منهم لله وربنا يصبر اهل الضحايا

[sasoo2010]

ميرسى يا دونا وام جنى ع الرد
والله مش بادينا غير اننا نقول حسبنا الله ونعم الوكيل

[angle_girl_2007]

شكرا ساسو ..هما شهداء
وهم احياء عند ربهم يرزقون وربنا يستر على اللى جاى
وحسبنا الله ونعم الوكيل