القول بالإستنساخ باطل

[عامر]

ألقولُ بالاستنساخ باطل

لا يُقال لنطفة الرَّجل حيوان .. لا يُقال لشيء حيوان إلاَّ لشيء فيه رُوح . الإنسانُ حيوان ، والملائكةُ حيوان ، والجنُّ حيوان ، والبهائمُ حيوان . هكذا هو في اللُّغة . وأمَّا ما لا رُوحَ فيه فلا يُقالُ له حيوان . لذلكَ لا يُقال لنطفة الرَّجل حيوان . النباتُ حيٌّ بمعنى أنَّ فيه حياةَ نُمُوٍّ وليسَ هو حيٌّ بمعنى أنَّ فيه روحًا . لذلكَ لا يُقالُ للنبات حيوان ولا يُقال لنطفة الرَّجل حيوان . ما لا رُوحَ فيه لا يُقالُ له حيوان .

قال الله تعالى (( كيفَ تكفُرون بالله وكُنـتُم أمواتـًا فأحياكُم ثمَّ يميـتُكم ثمَّ يحييكُم ثمَّ إليه تُرجَعُون ))[2/البقرة/28]..

(( كنـتُم أمواتـًا )) معناه كُنْـتُمْ نُطَـفًا لا رُوحَ فيها .

قولُ بعضِ الجهَّال لمنيِّ الرَّجُلِ أو منيِّ المرأة حَيوانٌ منويٌّ باطل . فيه مخالفةٌ شرعيَّة .

وممَّا يَدُلُّ على بُطْلان قول من قال إنَّ المنيَّ فيه رُوحٌ قولُه عليه الصَّلاةُ والسَّلام :" إنَّ أَحَدَكُمْ يُجْـمَعُ خَلْـقُهُ في بطن أُمِّه أربعينَ يومًا نُطْفَةً ثمَّ يَكُونُ عَلَـقَةً مثلَ ذلك ثمَّ يَكُونُ مُضْغَةً مثلَ ذلك ثمَّ يُرْسَلُ إليه المَلَكُ فينفخُ فيه الرُّوحَ " .. والحديثُ صحيحٌ رواه البخاريُّ ومسلم ..

فَدَلَّ كَلامُهُ ، عليه الصَّلاةُ والسَّلام ، على أنَّ المنيَّ لا رُوحَ فيه وأَنَّ الرُّوحَ تُنْـفَخُ في الجَنين بعدَ أربعة أشهرٍ من الحَمْل ..

فمنْ قال إنَّ منيَّ الإنسان فيه روحُ إنسان فقد كَفَر .. وكذلكَ يكفُر لو قال إنَّ فيه ديدانـًا حَـيَّةً بأرواح وهذه الديدانَ تتحوَّل إنسانـًا . هذا أيضًا يَكْـفُرُ . وأمَّا إنْ قال إنَّ فيه ديدانـًا حيَّة بأرواح ثمَّ هذا الدُّودُ يموتُ ثمَّ من النطفة المَـيْـتَة يخلقُ الله الإنسانَ فلا يَكْفُرُ .. لكنْ غَلِـطَ .. وأمَّا إنْ قال إنَّ تلكَ الدِّيدانَ الحَيَّةَ تتحوَّل هي نفسُها بأرواحها إنسانـًا فهو كافرٌ ليسَ بمسلم .. هذا الإعتقادُ فيه تكذيبٌ للقرءان وفيه مخالفةٌ لما كانَ عليه الناسُ المسلمونَ أتباعُ الأنبياء من ءادَمَ إلى عيسَى إلى محمَّد ، عليهمُ الصَّلاةُ والسَّلام ، ومخالفٌ لما كانَ عليه الحُكَماءُ وفقهاءُ الإسلام ..

@وممَّا يجبُ التحذيرُ منه قولُ بعضِ الجُهَّال إنَّ المرأةَ لا منيَّ لها ..

#ثَبَتَ في الحديث أنه قيلَ لرسُول الله :" هل على المرأة من غُسْلٍ إذا هيَ احتلمتْ ؟؟ " .
فقال :" نعم ، إذا رأت الماء " ..
رواه البخاريُّ في (صحيحه) ..

معناه إذا علمتْ بنـزُول منيِّها إلى الخارج وَجَبَ عليها الغُسْلُ . وإلاَّ فلا غُسْلَ عليها لمجرَّد أنها رأتْ في منامها شيـئًا ..

#وعن عائشةَ عن رَسُول الله ، عليه الصَّلاةُ والسَّلام ، أنه قال :" إذا عَلا ماءُ المرأة ماءَ الرَّجُلِ أَشْـبَهَ الوَلَدُ أَخْوالَه ، وإذا عَلا ماءُ الرَّجُلِ ماءَ المرأة أَشْـبَهَ أعمامَه " ..

رواه الإمامُ مسلم في[(صحيحه)/كتاب الحيض]..

#وعن أنسِ بنِ مالك أنَّ رَسُولَ الله ، صلَّى الله عليه وسلَّم ، قال :" وأمَّا الشَّـبَهُ في الوَلَد فإنَّ الرَّجُلَ إذا غَشيَ المرأةَ فسَبَقَها ماؤُه كان الشَّـبَهُ له ، وإذا سَبَقَ ماؤُها كانَ الشَّـبَهُ لها " ..

رواه البخاريُّ في[(الصحيح)/كتاب أحاديث الأنبياء/3082]..

#وفي رواية أُخرى من طريق أنسٍ أيضًا مرفوعًا :" إذا سَبَقَ ماءُ الرَّجُلِ ماءَ المرأة نَزَعَ الوَلَدَ وإذا سَبَقَ ماءُ المرأة ماءَ الرَّجُل نَزَعَتْ الوَلَدَ " ..

رواه البخاريُّ في[(الصَّحيح)/كتاب تفسير القرآن]..

فاعتقادُ أنَّ المرأةَ لا منيَّ لها مخالفٌ لما أوردناه ويُعارِضُ قولَ الله تعالى (( فلينظر الإنسانُ ممَّ خُُلق . خُلقَ من ماء دافق . يخرجُ من بينَ الصُّلْب والترائب ))[86/الطَّارق/5/6/7]..

قال الله تعالى (( من ماء دافق )) ولم يقلْ من ماءين وذلكَ لامتزاجهما في الرَّحم وتَوَحُّدهما حينَ ابتُدئَ في خَلْقِه ..

قولُه (( يخرجُ من بينَ الصُّلْب والترائب )) معناه يخرجُ منهما . كما يُقال :" سيخرجُ من بين هذين الشَّيئين خيـرٌ كثير " بمعنى سيخرجُ منهما ..

فمنيُّ الرَّجُلِ يخرجُ من صُلْـبه ، أَيْ ظهرِه . ومنيُّ المرأة يخرجُ من ترائبها .. ومُفْـرَدُ الترائب تَرِيـبَة ..

فاعتقادُ أنَّ المرأةَ لا منيَّ لها مخالفٌ لما أوردناه ويُعارِضُ قولَ الله تعالى (( إنا خلقنا الإنسانَ من نطفة أمشاجٍ )) [76/الإنسان/2]..

معناه : خلقَ الله الإنسانَ من نطفة قد امتزجَ فيها الماءان . منيُّ المرأة ومنيُّ الرَّجُل .

#وأمشاج نعت للنطفة .. يُقال : مَشَجَ زيدٌ بينَ الماءين يَمْشِـجُ مَشْجًا ، من باب ضَرَبَ ، خَلَطَ . والشَّيْءُ مَشيجٌ . والجمعُ أمشاجٌ كَيتيم وأيتام ..

ثمَّ إنَّ جميعَ ما قدَّمناه من آيات من القرءان الكريم وأحاديثَ ثابتة عن رَسُول الله ، صلَّى الله عليه وسلَّم ، أدلَّةٌ على بطلان قول بعضِ الجُهَّال إنَّ الإستنساخَ حَقٌّ . يُريدُونَ به أنَّ الوَلَدَ قد يُولَدُ بأَخذ شيء من جسد الرَّجُلِ يُسَمُّونهُ خلـيَّة غيرِ المنيِّ ووَضْعه في رَحم المرأة فتحملُ ، على زعمهم ، من هذا الرَّجُل ولدًا يشبهُ هذا الرَّجُل . إعلموا أنَّ اعتقادَ أنَّ المرأةَ قد تحملُ من رَجُلٍ بهذه الطَّريقة التي ذَكَرَهَا الذينَ يُرَوِّجُونَ لما أسْمَوْهُ بالاستنساخ أي من غير منيِّه باطلٌ وضَلالٌ مُبين لمعارَضته للقرءان وللأحاديث الثابتة عن رَسُول الله ، صلَّى الله عليه وسلَّم ، ولما كانَ عليه السَّلفُ والخَلَفُ وإجماعُ الأمَّة . هؤلاء الذينَ يقولونَ بأنه قد يأتي الولدُ من غيرِ منيِّ المرأة أو من غيرِ منيِّ الرَّجُلِ كَلامُهم باطلٌ .. إحذروهم وحَذِّرُوا الناسَ منهم ..

حتَّى في البهائم لا يحصُل ما يُسَمَّى بالاستنساخ . البهيمةُ الأنثى لا تحملُ من دون منيِّ الذَّكَر . لا بُدَّ لها من منيِّ ذَكَر . ومنْ ظَنَّ أنَّ البهيمةَ الأُنثى قد تحملُ على طَريقَة ما يُسَمَّى بالاستنساخ فهو أيضًا غَالط ..

الصَّلْـصَـالُ هو الطِّينُ الحُرُّ المخلوط بالرَّمْلِ فصار يتصَلصَل إذا جَفَّ . فإذا طُبخَ بالنار فهو الفَخَّار . ومنه قول الله تعالى (( خَلَقَ الإنسانَ منْ صَلْـصَـال كالفَخَّار ))[55/الرَّحمن/14]..
#وأمَّا الحَـمَـأُ ، بفتحتين ، فهو الطِّينُ الأَسْوَد .. والمَـسْـنُـونُ هو المُـتَـغيـر المُـنْـتِـنُ ..
قال الله تعالى (( ولقد خلقنا الإنسانَ منْ صَلْـصَـال من حَـمَـإ مَـسْـنُـون ))[22/الحجر/26].. ..
#وسُلالـَـةُ الشَّيء ما اسْـتُـلَّ منه ، والـنُّـطْـفَـةُ سُلالـَـةُ الإنسان . ومنه قوله تعالى (( ولقد خلقنا الإنسانَ منْ سُلالـَـة منْ طين ))[23/المؤمنون/12]..

@وقال اللـهُ تعالى (( ولقد خلقنا الإنسانَ منْ سُلالة منْ طين . ثم جعلناه نُطْـفَةً في قَرار مَكين . ثمَّ خلقنا النطفةَ عَلقَـةً فخلقنا العلقةَ مُضْغَةً فخلقنا المُضْغَةَ عظَامًا فكَسَونا العظَامَ لحـمًا ثم أنشأناه خَلْـقًا آخَرَ ، فتبارَكَ اللـه أحْسَنُ الخالقين ))[23/المُؤمنون/12/13/14].. ..

@وقال الله تعالى (( يا أيها الناسُ إنْ كنتم في رَيْب من البعث فإنَّا خلقناكم من تراب ثمَّ من نطفة ثم من عَلَـقَة ثم من مُضْغَة مُخَلَّقَة وغَيْرِ مُخَلَّقَة لنبيِّن لكم ))[22/الحج/4]..

أَيْ لنبيِّن لكم قدرَتنا على ما نشاء ونُعَرِّفَكُمُ ابتدَاءنا خَلْـقَكُمْ .. ..

والمُضْغَة المُخَلَّقَـةُ هي المُضغةُ التي تَمَّ تكوُّنها .. وغيرُ المُخَلَّقَة هي التي لم يتمَّ تكوُّنها ..

@وقال الله تعالى (( لله مُلكُ السَّمـوات والأرض ، يخلـُـقُ ما يشاء ، يهَب لمَنْ يشاء إناثـًا ويهَب لمَنْ يشاء الذُّكُور ))[42/الشُّورى/49]..

[سيف الأشاعرة]

هذا الموضوع الذي عالجتَه مهمٌّ فعلاً . أتمنَّى أنْ يطَّلع عليه كُلُّ من يبحثُ عن الحقيقة . لأنَّ ما قدَّمتَه هنا يا رفاعي هو عينُ الحقيقة .

[الباكي من خشيه الله]

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
مشكووووور علي الموضوع وعلي تصحيح الخطأ
بارك الله فيك
والي الامام ان شاء الله
في انتظار القادم منك

[عامر]

شكرا على المرور.. إن شاء الله يستفيد منه الآخرون...

[the hit killer]

مشكور يا عامر