الفنان ملحم زين معلق بين حقيقة خروج روحه من جسده

[Mr.HavinG FuN]

الفنان ملحم زين معلق بين حقيقة خروج روحه من جسده
بدأت محطة ميلودي الغنائية مؤخراً بعرض أغنية "ممنونك انا" للفنان ملحم زين وهي أغنية سنغل، قام بتصويرها مؤخراً بعد أن شعر بأن الحظ عاكس البومه الأخير الذي صور منه أغنية "بدي حبك" وطرحها قبل أيام قليلة من حرب تموز في صيف 2006.

وقضت الحرب على "رهجة" البومه، كما قضت على أحلام كل اللبنانيين التي أجهضت يومها.

وككل أبناء لبنان اليوم يحاول ملحم أن ينهض من تحت رماد الحرب، ويكمل مسيرته من جديد، وأختار هذه المرة أن يتعاون مع المخرج سعيد الماروق في تصوير "ممنونك أنا"، وهي من كلمات أحمد ماضي، والحان هشام بولص، وتوزيع هادي شرارة.

تعاونه السابق كان مع مخرجة أميركية نجحت في أن تقدم له صورة أفضل نوعاً ما من تلك التي قدمها له المخرج سليم الترك من قبل.

لكن كليب "ممنونك أنا" يعد دون شك من أفضل اعمال ملحم زين المصورة، ومن أجمل الأعمال التي حملت توقيع المخرج سعيد الماروق مؤخراً، حيث نجحت الصورة في إبراز الأغنية وأضافت لها الكثير، ومنحتها بعداً آخر.

حالة المكابرة لدى الحبيب في بداية الإنفصال فهو يقول لحبيبته:

هجرك ما ضيعني

انتة اللي قلبك ضاع

ندمان شو يعني؟

مطرح مكنت ارجاع

سعيد عبر عن هذه الحالة صورياً بتجوال البطل بسيارة شهدت لحظات الحب الجميلة في جو خريفي كئيب، ولكن هذا الفراق سرعان ما يصبح حقيقة ماثلة ...

تأخذنا الى مرحلة أخرى وهي نكران الذات، ويعبر عنها ماضي بكلمات بسيطة ومباشرة، ينسى خلالها البطل المه، ويفكر بحال الحبيبة قائلاً:

زعلان قلبي عليك

ما فيي شوفك هيك

عم يرجفوا ايديك

والدمعة بعيونك

وأعتقد بأن هناك قصوراً في الصورة لدى سعيد في هذا المشهد بالتعبير عن هذه الحالة، حيث إكتفى بالتركيز على ملحم وهو يستعيد لحظة الخلاف بمشهد بعيد من النافذة، أما البطلة فكانت مشاعرها مغيبة، ولم نر شيئاً يهتز في الحبيبة، أرادها سعيد باردة، وبعيدة، وأقرب للقسوة من الإنهيار الذي تصوره الكلمة.

ويمهد للخاتمة بشكل رائع، فنشعر مع البطل أن العالم يضيق في وجهه، ويشعر وكأن الجدران تنطبق عليه، لنصل الى الذروة في الكوبليه الثالث، وعلى ما أعتقد أراد سعيد تصويره على أنه خطاب رجل ميت، رحل تاركاً الحياة، وأمنيته الوحيدة هي أن تعيش حبيبته حياتها وتنسى ما حصل:

يارب تتهنى

تنسى الاسى واللوم

من قلبي بتمنى

عينيك تشوف النوم

فنراه ينطلق بالسيارة "رمز العلاقة" الى قعر الوادي، ليوحي المشهد بأن ملحم إنتحر، وكانت هناك إشارة سابقة للإنتحار في مشهد سريع يمر في منتصف الأغنية، نرى ملحم فيه وهو يمشي على حافة سطح المنزل، دون أن يقفز. وربما خوفاً من الإنتقادات قرر سعيد الإلتفاف حول الفكرة، فصوره يقف على الهضبة يرقب الحطام، وهنا يمكن أن يفسر المشهد بطريقتين الأولى بأنه تخلص من "العلاقة" بتخلصه من السيارة، والثانية بأن روحه تقف ترقب موته، في لحظة إنفصال الروح عن الجسد، لحظة الموت.

لينتهي الكليب وليبقى إنتحار ملحم زين معلقاً بين حقيقة المشهد وخيال المشاهد في تفسيره ....